الخميس، 24 مارس 2011

عَن عَبَث الروح


أفتح عيني بِبُطِ شديد لا أعلم لماذا ! لم يكُن هناك ضوءٌ قوي ليزعجني

أيُمكِن أن يكونا مُغلقتين منذ فترة لذلك لا أقدر على فتحهما ؟!! ربما !

لم أُفَكِّر في هذا الأمر طويلًا فقد كان جسدي يؤلِمَني ، ركبتي مضمومتين

إلى صدري و يداي تُقربهم أكثر إليَّ - و هو وضعي المُفضل – ولكن

لماذا أتألم هكذا ؟! أُحاول أن أجعل أطرافي ترتخي لعل الألم يزول و لكن

بلا فائدة ، و بعد أن فَكَكت إحتضاني لنفسي إرتعشت بردًا ، كُنت عارية ،

الجزء السفلي فقط هو المغطى. أصمت قليلًا و أنصت فأستمع إلي ثرثرة

كحمحمة الخيول ، رأسي يكان ينفَجِر ، لا أستطيع أن أتحمَل المزيد و لكنني

أستمع و بإنصات ! ما الذي يُجبرني على ذلِك ؟! ظللت منصته لفترة حتى أصبحت

الحمحمة صهيل . وددت أن أستمِع إليَّ لكن لا شئ !

.

.

.

فقط لا شئ ، أيُمكِن أن تتخلى عني روحي لإنني توقفت عن الإستماع إليها منذ فترة ؟

لا أعلم.

أحاوِل النهوض.. أتألم .. أقاوِم .. نهضت !

أحاوِل المشي و لكن الألم هُنا لا يُحتَمَل ، هُنا شئ يُجبرني على الوقوف في مكاني

ألم يكاد يفتك بأجزاء جسدي كُل منها في إتجاه .

أيجِب أن أظل أتألم هكذا لأهرب من هذا المكان ؟!

هل يجب دومًا أن نُضحي أولًا ؟!!


ظللت أحاوِل ... و أحاول و لكنني في مكاني !

حاوَلت أن أُحَرِك الحائط بيدي عساها تتحرك و لكن هذا لا يُجدي

نفعًا بل يا لسخرية القدر جَرحتُ يديَّ !


حالة مِن السكون لا أعلم مغزاها

أهو السكون قبل العاصفة ، أم سكون الإنهيار و الضِعف ؟!


شعرت بموجة دفء مِن حولي .. رُحت أتفقد من إين جاءت لم أعرِف و لكنني

كُنت مُستمتعة بها فلم أهتم بمعرفة مصدرها فقط أستمتع بها

.

.

.

" هل فهمتني يا حبيبتي ؟ "

!


تلاشى كُل شئ مِن حولي وجدتني على طاوِلة في المقهى المُفَضل

لديَّ

حبيبتك ؟


من هذا ؟!

يا للهول تذَّكرت إنه خطيبي الذي لم أختره

و هذا كوب القهوة المفضل لديَّ بيدي يديَّ الآن عَرِفت مَصدَر

الدفء ، أومأت رأسي بالإيجاب

و في رأسي أقول فهمتك ؟ و منذ متى و أنا أفهمك أو أفهم مَن حولي ؟!


أيها السخيف ألم يكفيك إقتحام حياتي

أتقتحم عليّ خواطري أيضًا !


سرحتُ ثانيةً

من هذه التي رأيتُها ؟!


هي التي ظلت أيام ، شهور بل يمكن أن تصل إلي سنين منتظرة

أناسًا يوقظوها من غفوتها و لكن لم و لن يأتي أحد

و إن أتى فلن يقدر أحد أن يوقظها غير نفسها.


هي التي أغمضت عينيها عن كُل شئ و تقوقعت داخل نفسها

و نست إن هذا يُمكِن أن يكون هروب ليس حِكمة.


هي التي إستمعت لِكُل مَن حولها و نَسَت أنا تستمع إلي روحِها

ربما لم تعلم أن روحها هي الوحيدة التي تعرِفها جيدًا و تريدها

بحالِ جيدة لذلِك كانِت تُقلِل مِن جلساتِها معها حتى إنعدمت و أصبحوا

روح و جسد لا يمت كُل منها بصلة للآخر !


هي التي حاوَلت أن تُحرِك الثوابت و باءت كُل محاولاتها بالفشل – وهذا

هو المتوقع- و لَم تُجَرِب مرَّة أن تُحرِك نفسها !


هي التي تُحاوِل الآن أن تجِد نفسها و تُحاوِل أن تهرب من هذا العالم

الذي وضعت نفسها فيه


أيُمكِن أن تكون هي أنا ؟!

أيمكن أكون كذلِك ؟!


قاطعني صوته ثانيةً

" أتريدين شيئًا منِي حبيبتي قبل أن تُغادِري السيارة

و تصعدي إلي منزِل ؟"

و لأول مرة أجيب مبتسمة و أنا أعني كلِماتي

" لا شكرًا ، فقط حافِظ على نَفسك "


صعدت السِلِم بِخِفة لم أشعر بِها مِن قبل مِثل فراشة

لِتوها خرجت مِن شرنقتها أصعد في سعادة

أصل إلي الدور الثاني أتوقف ثواني

" ترى كيف سيشعر عِندما يجد الدبلة على التابلوه ؟

لا يُهِم لقد قررت لتوي ألا أفعَل غير الذي أُريد

قررت أن أستمع لروحي فقط


لم يَعُد هِناك وقتٌ للإختباء داخل الشرنقة لأحتمي مِن

مَن حولي بل هو وقت الطيران حيثٌ لن يوقفني أحد !





بسنت