السبت، 16 يوليو 2011

تيه !




ياريت بقه لو تِسمعوا دي :)

تمشي في الطُرُقات متأمِلة وجوه الناس ،
وجوه مُثقلة بالهم،و أخرى مُفعمة بالحُب ، و أخرى و أخرى.
مُنذ فهمها لِما يدور حولِها لم ينتابها حيال شيء معين
شعور واحد قط !
كان ينتابها الشيء و نقيضة في ذات الوقت،
لم تجد تفسير لذلك ،و لم تهتم للبحث عنه !

تنظُر إلي عيون من حولِها ترى
 الشفقة
على شابة في الثلاثينات من عمرها
تحمل عيناها هم عجوز في الخمسينات !
بيدِها سيجارة تسرِق مِن عُمرِها-و جمالها
في آنٍ واحد - مع كل مرة تستنشقها فيها.
لا تعبأ لهذه النظرات المصطنعة ،
-أو التي ترها كذلك- بل كانت تبتسم
لإنها لا يمكنها أن تخبرهم كم هي مشفقة عليهم !!

طاف بذاكرتها شريط حياتها
كأنه يحدُث أمامها الآن.

بنت زي القمر/مبروك/إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه/
البقية في حياتكوا/فين ماما ؟/ إصحى عشان الحضانة /
يلا نروح لتيته / فين ماما ؟/ جدو مات/ إنت كبرتي ! /
بحبك /مفيش خروج /بتتكلمي مع مين ف التليفون ؟/محتاجة عملية/
أول حضن بجد/أول لمسة تدفي / أول فراق يحرق القلب !

لم تهتم !
لم تهتم بشيء منذ زمن . . . منذ علِمت أن إهتمامها
لن يفيد !


وجدت نفسها عند مكانهاالمفضل على البحر،
لم يكن المفضل لجماله أو روعته
لا، بل لم يكن معرف ، لم يكن يذهب إليه أحد،
شعرت بِأنه لها وحدها؛
لذلك عندما وجدت أناسـًا يذهبون إليه
لم تعد تذهب.

قذفت بآخر سيجارة في هذه العلبة اللعينة
التي تنفذ بسرعة أقصى من سرعة الضوء !

كانت تكره التدخين حتى إنها حمَلت زوجِها - أو من كان -
على التوقف عنه.
و لكنها الآن هي تفعل !
لا تعلم هل لإقتناعها بإن هذا ممتع
أم إنها تبحث عن أي شيء ليذكرها - وهي و إن لم تنسى- به !

إستعدت لنزول المياه ، هي لم تتعلم السباحة
بالرغم من حبها للمياة ،
كانت ترى أنها تريد أن تستمتع من دون
حركات مقيدة، حرة.
لم تكن لتنتحر هي لم تقدر على أخد قرار كهذا و لن .

كانت تعتقد أن البحر يأخذ من يهابه، و يخضع له،
لكنه جبان أمام من يقوى عليه،
و هي توقفت عن الخضوع من سنوات.

خرجت من المياه بعد عدة دقائق ، أو ساعات .

تشعر بالهواء في رئتيها مجددًا، تنفست بعمق ،
شعرت ببعض الألم ، لم تهتم -كعادتها ! - سارت
إلى منزلها ببطء.

دخلت غرفة نومها التي لم ترها منذ
شهور لم تحسبها ، ألتقط بعض الملابس الصغيرة
و صورة لشخص يقطعها شريط أسود،
إحتضنتهما ، إبتسمت . . . ثم سقطت.

بنت زي القمر/مبروك/إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه/
البقية في حياتكو/فين ماما ؟



الأربعاء، 6 يوليو 2011

مُحلِقة . . مُحلِقة !


ياريت تسمعوا دي :)
و هي و إن سقطت
و كُسِرَت أجنحتها تضمدها لتطير ثانيةً ،
مِثلِ فراشة لا حياة لَها على الأرض.
مُحلقة هي طوال الوقت
يراها البشر معهم و لكنهم مخطئين
هي تخدعهم ،
هذا فقط جسدها .
لكن روحها ليست معهم ،
روحها أعلى ، حيثما تمنت أن يكون جسدها
أيضًا و لكن لم تتحقق الأمنية قط.
حينما فَتحت عينيها لتجد هَذا العالم
" القاسي " -على حد قولها - قررت
أن تصطنع عالمًا لها
لها وحدها
يوجد بِه من تريد
فقط من تريد
أرادته بعيدًا كي لا يعمل أحد
على مضايقاتِها
حلَّقت بعيدا
صنعت عالمها
كانت في عالمنا بجسدها
و في عالمها بروحها
كانت تنتظر وقت النوم
بفارِغ الصبر .
هذا الوقت الوحيد الذي يُمكِنها
أن تحلق روحها و هي مطمئنة
على جسدها الذي لا يعبث مع الأشخاص
الآخرين ، مثلما يفعل في معظم الأوقات.
هو الوقت الوحيد الذي يمكن لِروحها أن تَحكي
لجسدها ماذا رأت - وهي مُحلِقة- دون همس
أو خوف أن يسمعها الآخرون.
هي إختارت حياتها
و عاشتها
إختارت أن تحلق و حلَّقت
و ظلَّت مُحلقة
مُحلِقة
مُحلِقة
حتى في موتِها !
لم تجد روحها صعوبة في الخروج من جسدها
هفي معتادة على ذلك .
بل هي لم تعتد على غير ذلك !
وظلَّت تصعَد من أعلى
إلى أعلى !
الصورة لـAnne julie